[size=18][size=18]
بسم الله الرحمن الرحيم
ثورة 23 يوليو عام 1952م بقيادة الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر هي المنطلق الأساسي الذي انطلقت منه ثورة 25 يناير 2011م التي أشعلها أشرف شباب مصر
بقلم: عبد القادر أمين القرشي
العضو الأسبق للجنة التنفيذية للجبهة القومية
إن ثورة 23 يوليو في مصر الباسلة التي قادها الرئيس خالد الذكر جمال عبد الناصر رحمه الله هي الأساس التي انطلقت منه ثورة 25 يناير التي اشعلها أشرف شباب مصر ليعيدوا لثورة يوليو وجهها المشرق ويعيدوا مكاسبها ويحافظوا عليها وهي أساس مطالب جماهير مصر التي تخرج اليوم مناديه بإلغاء الإعلان الدستوري وربما تصل المطالبة إذا رفض مرسي إلغاء الإعلان الدستوري إلى المطالبة بإسقاطه واسقاط زبانيته الذين أوجدهم في الحكومة وما تسمى باللجنة التأسيسية لصياغة الدستور وجعل من بعضهم مستشاريه بحيث اتفق معهم على إيجاد ذلك الإعلان الدستوري المشؤوم الذي يعطي له صلاحية مطلقة بحيث تضحي قراراته نافذة لا يطعن عليها قضائياً وذلك معناه أن يصبح دكتاتورياً فرعونياً وكأنه ظل الله في الأرض وقد كان هدف الإخوان المسلمين منذ أن أرادوا اغتيال جمال عبد الناصر عام 1954م مروراً بمحاولة الانقلاب العسكري عام 1965م الذي حاولوا تنفيذه حتى يصلوا إلى الحكم ويقتلوا عددا من السياسيين وعلى رأسهم جمال عبد الناصر ويقتلوا عشرات المفكرين والكتاب وعشرات الممثلين وعشرات الفنانين.. وكان ذلك الانقلاب بقيادة الفريق الركن عبد الفتاح اسماعيل.. ولكن ذلك الانقلاب فشل لأن عيون المخابرات في القوات المسلحة كانت تتابع تلك المحاولة.
وعندما أراد السادات أن يكسبهم ليقولوا أنه ليس دكتاتورياً وليظهر من خلالهم أنه أوجد حكما عادلاً أفضل من حكم جمال عبد الناصر.. نعم عندما أراد كل ذلك أطلق سراحهم ومنهم المرشد الجديد الحالي محمد بديع وكانت نهايته على أيديهم.. وجاء بعده الرئيس مبارك وسار على درب السادات بل إنه أجهض مكاسب ثورة 23 يوليو وباع الكثير من مصانع القطاع العام للقطاع الخاص وأوجد طفيليين ليصبحوا طبقة جديدة استحوذت على كل المراكز القيادية في الحزب الوطني وليستحوذوا على ثروات مصر.. والشعب المصري يدرك من هم وحرف موقف مصر من قضية فلسطين ذلك الموقف الباسل المخلص الثابت والذي يجسد إرادة الشعب شعب مصر حرفه السادات ومبارك وأجهضوا مكاسب حرب قناة السويس عام 1956م وحرب أكتوبر عام 1973م.. ولابد لي أن أشير إلى عامل من عوامل انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر وهو طرد العقيد الشهيد معمر القذافي لخمس قواعد غربية كانت موجودة في ليبيا وشكلت سبباً من أسباب هزيمة حرب حزيران عام 1967م.. لقد أجهض السادات ومبارك مكاسب تلك الحروب التي دفع خلالها شعب مصر سيولاً من دماء أبنائه وذلك بقبول اتفاقية (كامب ديفيد) عام 1979م وذهابه قبل ذلك إلى القدس معترفاً بالكيان الصهيوني عام 1977م وتراكمت كل الجرائم التي أجهضت مكاسب ثورة 23 يوليو وأسدل أصحاب الجرائم الستار على اسم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وهمشته وظهر في إعلام مصر رموز المؤيدين لاتفاقية كامب ديفيد ومرت السنون محملة بأثقال التآمر على ثورة 23 يوليو حتى وصلت الأمور إلى مرحلة لا يطيق الشعب المصري تحملها إذ صاحبت تلك السنين مظاهر الفقر والعوز والبطالة وحرمان الشعب من ثرواته حتى وصل الأمر إلى أن يصنع شعب مصر ثورة 25 يناير عام 2011م والتف حول تلك الثورة الانتهازيون وعلى رأسهم ما تسمى جماعة الاخوان المسلمين حتى وصلوا إلى الحكم بغفلة من الزمن ولم يقف في مواجهتهم إلا قضاء مصر الباسل فأصدرت اللجنة الدستورية قرارها التاريخي العظيم بإصدار حكم بأن مجلس الشعب باطل ويجب أن يلغى لأن الاخوان المسلمين تحايلوا على الشروط القانونية التي حكمت الانتخابات.. فهاج الإخوان وماجوا.. وأصدرت أحكاماً بحق بعض رموز النظام السابق على أساس ما توفر لها من أدلة.. فهاج الإخوان وماجوا وفي طليعتهم محمد مرسي الذي ركب رأسه فأصدر ذلك الإعلان الدستوري الذي يحصن بموجبه رئيس الجمهورية مرسي نفسه من أي أحكام قضائية وخرجت مصر شعباً وقضاء وقوى وطنية تتظاهر ضد ذلك الإعلان.. وما كان من إعلام الإخوان المسلمين إلا أن أتهم تلك الجماهير في ميدان التحرير وفي ميادين كثيرة من ميادين محافظات مصر كلها بأنها من فلول النظام السابق.. وهنا يجب أن نقف عند موضوع الفلول التي اخترع هذه التسمية الإخوان المسلمون ونقول.. إن الفلول إذا صحت هذه التسمية هم جماعة النظام وعلى رأسهم حسني مبارك وكل من شارك في النهب واغتصاب أراضي الدولة ومن ثبتت ادانتهم قانونياً في المحاكم القضائية ومن أيد مبارك بالمنشورات أو التحالف في انتخابات مجلس الشعب أو المجالس المحلية وهم بمجموعهم مئات إن لم نقل عشرات.. فهل هذه المليونيات الشعبية كلها فلول؟؟؟؟ في اعتقادي أن من يعتقد أن بإمكانه أن يمنع الملايين المصرية من التعبير عن رأيها تحت شعار (هذه فلول) ماهو إلا واحد ممن تآمر على ثوابت ثورة 23 يوليو التي جاءت ثورة 25 يناير لتصحح مسارها ولتعيد لها هيبتها وحيويتها تلك الثورة الأم التي أممت في ظل قائدها الباسل الرئيس جمال عبد الناصر قناة السويس وبنت السد العالي وأكثر من ألف مصنع وأوجدت قانون الإصلاح الزراعي الذي ملَّـك الفلاحين أراضي كانت قد اغتصبت منهم من جانب الإقطاعيين ولا غرابة أن نشاهد اليوم من يتحدث باسم الشعب المصري في قنوانت مصر الرسمية والأهلية لكنه لم يشر إلى مكاسب ثورة 23 يوليو ولا إلا قائدها الرمز التاريخي جمال عبد الناصر لأن المأساة بدأت في التآمر على مكاسب تلك الثورة وقائدها منذ حكم السادات مروراً بحكم مبارك وانتهاء بحكم محمد مرسي الذي اتهم جمال عبد الناصر في أول يوم دخل فيه قصر الرئاسة بأنه ماسوني وديكتاتوري وعميل لأمريكا ونحن لا نقول رداً على ذلك إلا مقولة واضحة ((كل إناء ينضح بما فيه))..
أيها الشعب المصري الباسل: إن من يحاول أن يتحدث باسمك ولا يذكر أن المأساة بدأت بإهدار مكاسب وإنجازات ومكتسبات ثورة 23 يوليو ومن لا يعتقد إن ثورة 25 يناير إنما هي رد اعتبار لثورة 23 يوليو.. إن من ينسى كل ذلك لا يمثلك لا من قريب أو بعيد وكذلك من يعتقد كما يعتقد الإخوان المسلمون أن من يثور اليوم على حكم الدكتاتور مرسي هو من الفلول فهو عدوك لأنه يشوه صورة الملايين التي تنزل في ميدان التحرير وفي كل ميادين مصر مطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري.
إن على رأس هذه الجماهير التي تنزل إلى الميادين بالملايين هم قضاة مصر البواسل الذين يدافعون عن سيادة القانون في كل العصور وفي المستقبل فتحية لقضاة مصر البواسل ولكل كلمة يقولونها فوحدة كلمتهم شكلت على دكتاتور مصر الحالي محمد مرسي عقبة عثرة فلا يستطيع أمامها أن يستمر في طغيانه وجعل نفسه ظل الله في الأرض.. وتحية للقوى الوطنية التي تعتبر ثورة 25 يناير التي قام بها أشرف شباب مصر هي تصحيح لمسار الثورة الأم ثورة 23 يوليو بقيادة الرئيس خالد الذكر جمال عبد الناصر.
وأقول لبعض قنوات مصر ابحثوا بين شعب مصر عن وطنيين يعتبرون ثورة يناير تصحيحاً لمسار ثورة 23 يوليو ولا تحاولوا تهميش الثورة الأم وتأتون بأناس قد أتيتم بهم ألف مرة ومرة.. أم أنكم لا تستطيعون ذلك لأن الذين يتولون الإنفاق على هذه القنوات هم من أعداء ثورة 23 يوليو ومن شاركوا في تهميش تلك الثورة وزعيمها ومن يرفعون اليوم صوراً لزعماء مصريين قدماء أرادوا أن يبرموا اتفاقية مع الفرنسيين ليمدوا مدة اتفاقية قناة السويس أربعين عاماُ فوق 99 عاماً لولا وقوف زعيم مصر محمد فريد رحمه الله الذي ترأس الحزب الوطني بعد زعيمه ومؤسسه المرحوم مصطفى كامل ونحن لا نريد أن نذكر أسمه لأنه مع هذه السلبية القاتلة التي أرادها فله إيجابيات يحمد عليها..
صنعاء
الجمهورية اليمنية
1\12\2012م