الدكتور صلاح الراشد .
يقول رأيه في الثورات بكل مصداقية و من وجهة نظره العلمية :_
شــــــــــــــخصياً أعتقد أن الثورات لا تأتي بخير، وأن عواقبها وخيمة، لأن طاقة العنف لا تتوقف بسهولة، وتحتاج لعنف يوقفها أو استسلام تام،
والــــــــــشعوب لا تتعلم، فهي تعيد الماضي كما هو حتى يأتي مجموعة من الناس يعملون "البرادايم شفت" أو التغيير العميق في القناعات.
الثــــــــــــــــورة الشعبية على عثمان بن عفان رضي الله عنه كانت مطالاباتها سلمية في البداية، كانت مطالباتها بإصلاح الخلل الإداري لجهاز الدولة وبعض الملاحظات على صلاة عثمان وطريقته في الحج.. إلى آخر المهاترات.
هــــــــــــذه الثورة راح ضحيتها أكثر من أربعين ألف من الصحابة والتابعين، أكثر ممن قتل مع الروم الفرس معاً!! فتنة استمرت بعد عثمان بين علي ومعاوية واستمرار في القتل والقتال حتى انتهى بها المطاف في اسقاط الخلافة الراشدة واستباب الحكم العاض.
. وثــــــــــــــورة العباسيين جاءت بحكم أسوأ من الأمويين؛ فالأمويون معاوية بن سفيان، وعمر بن عبدالعزيز، وعبدالملك بن مروان.. أما العباسيون فقد فتنوا بتعذيب العلماء وملاحقة المتحدثين وكتم الحريات، وحكم بني عثمان جاء بما هو أسوأ من العباسيين؛ ففي العباسيين هارون الرشيد والواثق بالله..
وثـــــــــــــورات الأندلس ودخولها عنوة انتهى بطرد المسلمين عن بكرة أبيهم، بينما دخول شرق آسيا تم كله بسلام فظلت هـــــــذه الشعوب حتى اليوم الأكثر تعداداِ في المسلمين، ودخول البوسنيون والألبان في الإسلام سلماً أبقاهم مسلمين،
ولذا، كما في صــــــــــــحيح مسلم، أن الفتح الحقيقي لأوربا هو الذي يكون من بني إسحاق، أي من الأوربيين أنفسهم، وبصيحات الله أكبر، أي دون قتال، لهذا إذا أدانت أوربا بالإسلام الحقيقي الذي لا يعرفه هؤلاء المسلمون المتناثرون في الأرض اليوم ويريدون يقاتلون البشرية جمعاء، فلربما سيكون أكبر معاناة مسلمي أوربا الحقيقيين من مسلمي تلك المناهج العنفية
وثــــــــــورة تونس كانت الأكثر سلمية، بفضل الله، والله أسأل أن يوفقهم للأخذ ببلدهم للتنمية والتطور. وثورة مصر أقل سلمية لكنها كذلك تجنبت القتل قدر المستطاع، وأيضاً نسأل الله لهم التوفيق، فرغم أن الثورات طاقة عنف ليس خيرة لكن من الممكن للإنسان أن يغير قدره؛
فمن الممكن للمصريين والتونسيين أن يغيروا مصيرهم ويجعلوا منه سرنديب جميل،
لكن أولاً عليهم أن يوقفوا موجة الثورة وارتداداتها، ويصبح ديدنهم تحسين البلاد وأوضاع العباد.
الوضع في ليبــــــــــــــيا واليمن يحتاج شرحاً كثيراً، وموقفهم صعب. لكن مرة أخرى هذا يتطلب على المتحركين فيهما عملاً أكثر وأكبر.
أما سوريا فأنا كل يوم أتساءل: هل كانت هذه الثورة تستحق 30,000 قتيلاً من الأطفال والنساء والرجال!! هل يستحق كل هذا؟
حتى القائد العربي المحنك لا يستحق هذا كله؟! ما هو المطلب الذي يستحق 30,000-50,000 إنسان؟!!!!! الكعبة لا تستحق إنسان واحد! وسواء توقفت الحرب الآن بانتصار الثوار أو النظام فإن مخلفاتها طويلة جدا جدا.
غزو الكويت أخذ عشر سنوات للتشافي، والقتلى لم يتعدوا 800 شخصاً من الكويتيين. أنت تتحدث بالحسبة عن 100 سنة للتشافي، تحتاج ثلاثة - أربعة أجيال في سوريا بعد انتهاء الحرب؟ من المسؤول؟ هل كان هذا هو الحل الوحيد؟ كل مشكلة في الدنيا لها طرفان، من الطرفان هنا؟!
على كل "صادق" يفكر في إقامة ثورة أن يحسب ثلاث مسائل: الأولى: ضحايا الثورات والحروب والفتن، والثانية: ارتدادات الثورة التي تستمر سنوات وربما عقوداً، والثالثة: ماذا لو لم تنجح بعد كل هذه التضحيات والقرابين التي قدمت؟
[img][/img][img][/img]